وداعا الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي ….


إذا ما استثنينا السيد بنسعيد ايت ايدر أطال الله عمره سيكون المغرب – مع رحيل الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي – قد فقد آخر رجالاته السياسية العملاقة….و يصعب الحديث عن مسار السي عبد الرحمان اليوسفي لتنوع أبعاد الرجل و اهتماماته و مجالات اشتغاله ٬ لكن الخيط الرابط بين كل هذه الأبعاد و المجالات هو الصرامة الأخلاقية والعفة و النزاهة و التفاني و الكفاءة و الشهامة التي ميزت حياة السي اليوسفي الإنسان و المناضل و المحامي و الصحافي و الحقوقي و السياسي و رجل الدولة و الوزير الأول الحقيقي و الوحيد الذي عرفته السياسة المغربية ( مع استثناء للمرحوم عبد الله ابراهيم ).
السي عبد الرحمان الإنسان البسيط… الصريح ….الصادق …..و اللطيف …..
السي اليوسفي الذي صرح ذات يوم ” لا يمكن أن نتفاوض مع الوطن …لان الوطن دائما على حق… “
الأستاذ اليوسفي الذي في جواب عن سؤال حول سبب اعتزاله السياسة ٬ أجاب رحمه الله ” ابحثوا عن ذلك في الأخلاق ” … كما قال ” ما بقا حزب ..مبقاتش سياسة .. مبقات جدية “و ربما لذلك ” اختار ” أن يرحل عن هذه الدنيا في خضم الحجر الصحي حتى لا يحضر جنازته من جردوا السياسة من الأخلاق ….هؤلاء الذين خلقوا للرجل المشاكل التي لاحصر لها إبان توليه مسؤولية الوزارة الأولى ٬ من أطلق عليهم نعته الشهير ” جيوب المقاومة ” و الذين لم يخل منهم حتى حزبه ” الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية “
وداعا الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي ….